فسعادة البيت لا تتحقق إلا أن توجد زوجة، ولن يشيع الحنان إلا أن تتولاه أم، وفي سبيل الاستقرار البيتي، وقطعا لدابر الفوضى والنزاع جعل الإسلام القوامة للرجل تمشيا مع سياسة التنظيم التي يحرص عليها الإسلام حرصا شديدا، فتوحيد القيادة ضروري لأمن السفينة، وفي سفينة البيت لابد من قيادة تتحمل التبعة، ولكنها في الإسلام قيادة الرعاية والمسؤولية، وليست قيادة التحكم والاستعلاء؛ فمن هو أهل لهذه القيادة؟
المرأة المشبوبة العواطف، السريعة الانفعال، بحكم فطرتها التي تؤهلها لوظيفتها الأولى في رعاية الأطفال، وتعطير جو البيت بالجمال أم الرجل الذي كلفه الإسلام الإنفاق والقيام بأعباء التكاليف البيتية لتخلو المرأة إلى عبئها الضخم وتنفق فيه طاقتها ووسعها؟
ولهذا جعل الإسلام لكل من الرجل والمرأة وظيفة أساسية، فللمرأة اختصاصها ومواهبها وللرجل اختصاصه ومواهبه، ولابد أن يتوفر كل منهما على ما هيئ له، وهذا التباين الفطري في وضعهما ووظيفتهما هو سر تآلفهما وتعاطفهما، فإذا انحرفت أنوثة المرأة واتجهت إلى الرجولة، وانحرفت رجولة الرجل واتجهت إلى الأنوثة والتخنث كان في ذلك فساد المجتمع واضطرابه، وكلما اتجهت فطرة الرجل أو المرأة إلى كمالها الذي هيأه الله لها اتجه العالم إلى السعادة المنشودة والخير العميم، فإذا اكتملت رجولة الرجل اكتمل حلمه وجلادته، وشجاعته، وتساميه عن الريب، وتفانيه في سبيل الله.
وإذا اكتملت أنوثة المرأة اكتملت معها الأمومة السامية، والزوجية السعيدة، وتناهت معها معاني الرحمة والحب، والوفاء والحنان، ولذلك توخى الإسلام المصلحة العامة حين لم يطلق للمرأة الخروج من البيت وقصر ذلك على ما يعود بالفائدة على المرأة أولا، وعلى المجتمع ثانيا.