إن المرأة في البيت تصنع البطولات والفضائل، وهي بعد ذلك المصدر الروحي لإشعاع الرحمة والمودة كما ذكر القرآن الكريم:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[٣] ، وليست إشاعة المودة والرحمة في البيت بالأمر الرخيص الهين الذي يتصوره المحرومون، فإن الدنيا بما فيها من ذهب أو متاع لا تساوي في ميزان الحق مثقال ذرة إذا خلت من المودة والرحمة والاستقرار.
ومن سر المرأة الصالحة في البيت أنها الجهاز الروحي الذي يلقي في روع الرجل اسرار القوة ومعاني الثقة، وأن كلمة واحدة منها وهو يشكو متاعب الزمان أو مكائد الرجال لكفيلة بأن تمده بطاقات عجيبة من الهمة والأمل والثقة، فإذا به إنسان جديد وبناء غير الذي يوشك أن ينهار.
إن المرأة بقيامها على المهد، ورعايتها لأطفالها حق الرعاية إنما تصنع مستقبل وطنها، ولسنا ندري عملا في الحياة يفوق في شرفه وسمو غايته هذا العمل، وإذا كنا نقلد غيرنا في عمل المرأة وخروجها من البيت فللنظر إلى واقع المرأة عند غيرنا من الأمم.