وسيد هذا الميدان غير مدافع هو أبان بن الحميد اللاحقي المتوفى سنة ٢٠٠ هـ الذي برع فيه حتى ذهب كثير من الكاتبين إلى أنه مبتدع هذا الفن ومبتكره في الأدب العربي على غير مثال سابق، فنظم في السير والتاريخ الفارسي، إذ نظم سيرة أردشير وسيرة أنو شروان [٢٣] وكتاب بلوهر, وكتاب حكم الهند [٢٤] ، كما نظم القصيدة المسماة (ذات الحلل) في نشأة الخلق وأمر الدنيا وضمنها شيئاً من المنطق. ومن الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، والصحيح أنها لأبان [٢٥] . وليس بين أيدي الناس من كلّ أولئك الآن شيء- ونظم كذلك في فرائض الصوم والزكاة أرجوزة مزدوجة، ونظم كليلة ودمنة في خمسة آلاف بيت [٢٦] ، أو في أربعة عشر ألف بيت [٢٧] ... لم يبق منها إلاّ جزء يسير أورده الصولي في الأوراق, كما أثبت شيئاً من مزدوجة الفرائض.
يقول أبان في مزدوجة الفرائض شارحاً أحكام الصوم والزكاة: