للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد استخدمت المرأة لقضيتها كل سلاح من الاحتجاج والإضراب والتهديد ومع ذلك لم تظفر بنتيجة، وبدا للمرأة أنها طالما بقيت بعيدة عن مصدر التشريع فلا فائدة ترجى من وراء الصياح، ولا بد أن يكون لها صوت في البرلمان وقامت المرأة والتي لم تكن تطالب سوى المساواة في الأجور في بادئ الأمر قامت تقول نحن سيان في الخليقة الرجل لا يفضلنا بشيء ولا مزية له علينا.

نتساءل بعد كل هذا هل عندنا أسباب موضوعية لحدوث ما حدث عند غيرنا؟ هل حدث في تاريخنا القديم أو الحديث أن أعطينا المدرسات مثلا راتبا أقل من راتب المدرسين كما تصنع انكلترا إلى هذه اللحظة وكما يقول الأستاذ محمد قطب في كتابه معركة التقاليد بحجة أن المرأة تأخذ إجازة حمل وولادة ورضاع بينما الرجل لا يأخذ مثل هذه الإجازات؟.

هل حدث عندنا شيء غير الاستعمار الذي استعمر الأرض بجنوده واستعمر كذلك كثيرا من القلوب والأرواح والمشاعر والأفكار فنشأت طبقة تقلد المستعمر تقليد القرود.

ليست المرأة في الإسلام لمجرد الولادة والحضانة والإرضاع، كما أن الولادة في الإسلام ليست السب والشتم، إنما هي تكوين فكري ونفسي وخلقي للأطفال، إنها جهد ضخم شاق يحتاج إلى ثقة واختصاص، لذلك حرص الإسلام كل الحرص على تهذيب المرأة وتقوية الإيمان في ضميرها وتوفير الضمانات المعيشية لها.

إن الإسلام يبذل كل هذا لأنه يحسب دائما حساب الأجيال القادمة التي تقوم بتربيتها الأجيال الحاضرة، ويهذب الحاضر ليكون في الغد نتاج نظيف، وهو في هذا يعنى بالرجل والمرأة كليهما، ولكنه يعنى بالمرأة خاصة لأن الأم هي المنشئة لخلق الأجيال.