لقد أدخلت الفتاة كلية الزراعة والهندسة والعلوم في بعض البلدان، فما جنت؟ لم تجن إلا خروجها من مشاعر الأنوثة إلى السترجال الخشن والمرأة امرأة مهما بلغت لا تستغني عن أن تكون زوجة, وأما لهذا تهدف فطرتها وتهفو نفسها في حنان بالغ إلى تعيم البيت والأمومة.
إن المدارس التي تعلم الطبيب كيف يحارب العلل وينقذ المرضى، وتعلم التاجر كيف يروج بضاعته ويحسنها، والزارع كيف يجود حاصلاته وتسلم من الآفات، والصانع كيف يتقن صناعته يرقى بفنه، والأديب كيف يجني ثمار الأدب وينتفع بها.
إن المدارس التي تعد كلا من هؤلاء لوظيفته ومركزه الخاص جدير بها أن تعد الفتاة، ووظيفتها تختلف عن وظيفة الرجل للقيام بدورها الخطير.
فمما لا شك فيه أن الفتاة أحوج إلى دراسة نفسية الطفل في مراحل نموه، ومعرفة طرق العناية به خلقا وجسميا، وإلى دراسة قواعد حفظ الصحة والنظام منها إلى دروس في الميكانيك، وأحوج إلى علم التدبير المنزلي والتفصيل منها إلى الهندسة والفراغية وحساب المثلثات، وأحوج إلى دروس الدين الذي يهذب نفسها ويسمو بعواطفها، وينقي سريرتها ويطبعها طابع الأمومة الصحيحة والخلق القويم، ويعرفها بما لها وما عليها تجاه زوجها وأولادها.
وعلى أي حال فقد كان للغرب ظروفه، وقد أعفانا الله من هذه الظروف المدمرة، أفلا نحمد الله بالرجوع إليه والسير في الطريق الذي ارتضاه.