ونزلنا في فندق شيراز الذي كنا حاولنا النزول فيه من قبل فلم نجد مكانا فارغا وكان يوجد به الطعام الحلال، أما الشراب فكان يوجد فيه الحلال كما يوجد الحرام. وهذا أمر يؤسف له, يقال عن بعض الفنادق إنها إسلامية ويفرح المسلم المسافر بهذا الوصف ثم يجد أنه يجاهر ببيع ما حرم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وكنا متفقين مع الأخ محمد أمين أن يأتي إلينا قبيل صلاة العصر يرافقنا إلى شاطئ البحر لنجمع بين التمتع بمناظر الجبال والشعاب الخضراء وبين التمتع بمنظر البحر, ولكن الأخ محمد أمين جاءنا بعد صلاة العصر معتذرا لأن سيارته أصيبت بخلل فعرضنا عليه أن نستأجر سيارة ونذهب فاستحسن أن نتأخر إلى ما بعد صلاة الفجر ليأتي هو بسيارته أو غيرها من سيارات إخوانه فوافقنا على ذلك وبخاصة عندما علمنا أنه يبعد ستين ميلا أو أكثر عن كوالالمبور والوقت بعد العصر قصير, وعرض علينا إن كنا نحب أن نتمشى في المدينة, فرأينا ألا داعي لذلك لأنه يوم إجازة يكون الزحام فيه شديدا وفيه مالا نحمد مشاهدته- وإن كان ذلك في شعب إسلاميا- ففضلنا الراحة.
المسلمون أكبر أقلية في بريطانيا
حلّ الإسلام محل اليهودية كأكبر دين بعد المسيحية في بريطانيا، وبلغ الآن عدد المسلمين في بريطانيا، وهم ينحدرون من أصل باكستاني، وهندي وبنجلاديشي حوالي مليون ونصف مسلم، وقد كان عدد اليهود قبل سنوات، أكثر من أربع مائة ألف، فكانوا يعتبرون أكبر أقلية في بريطانيا.
ينتمي نصف عدد المسلمين في بريطانيا إلى باكستان، وبنجلاديش ويبلغ عدد المسلمين القادمين من الهند حوالي مائة ألف ومعظمهم من ولاية كجرات.
وكان أول فوج من المسلمين الذي دخل إلى بريطانيا من اليمنيين الذين دخلوا بريطانيا في عام ١٨٩٩ وبمساعيهم انتشر الإسلام في البريطانيين.