للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحسب الكاتبُ أنه قد فرغ من تثبيت ما يريد، فتحول إلى غايته المنشودة من الطعن في ظهور المعتقلين من رجال الإسلام، جامعا أصنافهم في قَرنٍ واحد، وهو يعلم في قرارة نفسه أن بينهم القوم الذين أَحرجَ فساد الحكام صدورهم، فأخرجهم من نطاق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، إلى منطق الصراع الدموي، وبينهم آخرون لم يفارقوا أسلوب القرآن الحكيم في إسداء النصح الخالص لأئمة المسلمين وعامتهم، أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، وجدالاً بالتي هي أحسن، وهو إنما يفعل ذلك آخذا بخطة الإعلام اليهودي الذي لا يذكر هؤلاء الإسلاميين إلا باسم المتطرفين، والحنفاء والسلفيين، وإنما يريد بهذا الوصف تنفير الجماهير من دعوتهم، على اعتبار أنها رجعة إلى الآراء ومنع للمسلمين من مواكبة الركب البشري في طريق التقدم!..

ولعل مروجي هذا التشويه نفسهم لا يجهلون أن الإسلام في مفهوم هؤلاء الهداة المحتجزين ليس هو إسلاما أميركيا ولا ماركسيا ولا اشتراكيا ولا صهيونيا ولا شرقيا ولا غربيا، ولكنه الإسلام الذي أنزله الله على قلب عبده محمد، قد عاهدوا الله على التزامه كله فلا مساومة على بعضه، ولا نفاق فيه لحاكم. وأكبر نعم ربهم عليهم أن جعلهم حنفاء مائلين- عن كل شبهة من الشرك، لا يفارقون في كل تصرفاتهم منهج الصدر الأول من السلف الذين سبقوهم بالإيمان.. فلئن حقق الله بهم نصر ملته وإعلاء كلمته فهي سعادتهم التي إليها يتطلعون، وإذا قدر لهم الشهادة في سجون الظالمين، وتحت سياط الجلادين، فإلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..

ولأعداء الله وأعوانهم جهنم, وبئس مثوى المتكبرين..

الإسلام في إفريقيا

إن الإسلام ينتشر في إفريقيا بسرعة لا يتأتى عليها الوصف، وإننا لنرى الإسلام أوفق ما يكون لتهذيب الأمم المتخلفة وترقيتها, أما الديانة النصرانية فلا تنالها عقولهم وبذا قد نفع الإسلام المدنية أكثر مما نفعتها النصرانية.