١٢- نا أبو القاسم سليمان بن داود بن سليمان البزار العسكري [٤٥] إملاء في مسجده بالعسكر سنة ثمان [وثلاثين][٤٦] وثلاثمائة، نا أبو يزيد يعني القراطيسي نا أسد بن موسى نا يعقوب بن إبراهيم [٤٧] انا صالح بن حيان [٤٨] عن عبد الله بن بريدة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أتاني جبريل بمثل المراءة فقلت، ما هذه؟ فقال: الجمعة، أرسلني الله عز وجل بها إليك وهو عندنا سيد الأيام وهو عندنا يوم المزيد، إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل عن كرسيه ونزل معه النبيون والصديقون والشهداء ثم حفت بالكرسي منابر من ذهب مكللة بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت، فجلس عليها النبيون والصديقون والشهداء، ونزل أهل الغرف على كثيب [٤٩] من المسك الأبيض فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى فينظرون إلى وجهه تبارك وتعالى، قال: ألست الذي صدقتكم وعدي؟ قالوا: بلى ربنا، قال: ألست الذي أتممت (٢٥٤/١) عليكم نعمتي؟ قالوا: بلى ربنا، قال: هذا محل وعدي فاسألوني، قالوا: نسألك الرضى، قال: رضاي أحلكم داري وأشهدكم على الرضى عنكم, فأشهدهم على الرضى عنهم, فاسألوني, فسألوا حتى انتهت رغبتهم, فأعطاهم ما لم يخطر على قلب بشر ولم تره عين, ثم ارتفع على كرسيه جل وعز وارتفع أهل الغرف إلى غرفهم في خيمة بيضاء من لؤلوة لا فصم فيها ولا نظام، أو في خيمة من ياقوتة حمراء أوفي خيمة من زبرجدة خضراء فيها أبوابها ومنها غرفها مطرد فيها أنهارها مذلل فيها ثمارها، فيها خدمها وأزواجها فليسوا إلى شيء وأشد شوقا وأشد تطلعا منهم إلى يوم القيامة لينزل إليهم ربهم عز وجل ليزدادوا إليه نظرا، وعليه كرامة فلذلك يدعى يوم الجمعة يوم المزيد"[٥٠] .