إن على المرأة أن تتحمل كل ما تحملته المرأة الغربية، في خروجها من البيت وعملها خارجه، وعليها أن تقبل بكل النتائج في هذا الأمر، فعليها أن تتكفل بنفقات حياتها ودراستها منذ تجاوز الخامسة عشرة، وعليها أن تعمل كثيرا لتدخر ما تقدمه لمن ترغب في الاقتران به من مال يرضيه، وعليها أن تشارك الزوج بعد ذلك في نفقات البيت والأولاد، وعليها أن تستمر في العمل لكسب قوتها، ولا يحق لها أن تطالب أبا أو أخا أو زوجا بأي معونة، وعليها أن تفتش عن عمل لها أينما كان في المكاتب التجارية، في المخازن الكبرى، في بيع الجرائد، في الأحذية، في جمع القمامة، في حراسة الأبنية الكبيرة، في حمل الأثقال لتنظيف المراحيض، في كل ما يشتغل فيه الرجل، وهذه أعمال نرى أو نسمع أن المرأة عند غيرنا أنها تقوم بها في جميع بلاد أوروبا، وفي بلاد الاتحاد السوفياتي حيث اقتحمت المرأة في تلك البلاد كل عمل لتعيش.
هذه هي حالة المرأة في البلاد التي يريد تقليدها بعض الذين فسدت ضمائرهم على حين أن المرأة عندنا تبقى في بيتها يكد الرجل ليرعاها، فإذا كانت المرأة عندنا اليوم ترغب في العمل خارج بيتها، ولا تتعرض إلا لأعمال السهلة لا مشقة فيها فيجب عليها أن تنتظر الأعمال الشاقة المرهقة كالمرأة الغربية، فمساواة المرأة بالرجال على ما يزعمون من شأنها أن تجعلها تقوم بكل ما يقوم به كما هو الأمر عند من تريد أن تقلده.
وأهم ما في الأمر من خطورة أن فسح المجال أمام المرأة للعمل خارج البيت ينشأ عنه تفكك الأسرة، وتشرد الأطفال، وهذا من أكبر العوامل في انحلال المجتمع وانهياره، وهو ما وقع فيه الغرب ودفع بالمفكرين منهم إلى الشكوى والإعلان عن قرب انهيار حضارتهم نتيجة لذلك.