ولو أننا فرضنا أن ابتكارا يحقق راحة عضلية، أو لذة حسية، أو متعة نفسية، ولكنه يعطل العمليات التنسيقية للجسم أو يسبب إرهاقا للحواس، أو يتعارض مع مكارم الأخلاق، أو يصرف الإنسان عن طاعة الله، فيجب أَن نقيم الابتكار، واضعين في الاعتبار أن هذه الأمور من النقائص التي إذا استفحل خطرها، يجب التخلي عن هذا الابتكار.
تحذير وذكرى:
على المؤمن أن لاينبهر، ولا ينخدع بأية اكتشافات أو ابتكارات تزيد من قدرات الإنسان وتحكمه وسيطرته على هذه الأرض وما حولها، وعليه أن يصمد أمام كل مفاتن العلوم والاكتشافات والابتكارات، وفتنها؛ بجانب هذا التحذير، فإنني أذكرِّ بالحقائق التالية، وإن الذكرى تنفع المؤمنين:
الإنسان مطالب من قبل المولى سبحانه وتعالى بالنظر والتأمل والبحث في آيات الله في الكون، {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} إذاً فالكون من سموات وأرضين، سخره الله سبحانه وتعالى وأمر الإنسان بالنظر فيه متدبراً متفكراً دارساً وباحثا.
يعلم الحق سبحانه وتعالى بني أدم- على مر العصور، من خزائن علمه- كثيراً من أسرار الكون وسننه كما قال سبحانه:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ....} الآية, (فصلت الآية ٥٣){وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}(الأنبياء٨٠) , {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ}(النحل الآية ٨) , {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}(الحجر الآية ٣١) .