والعلماء من عباد الله المؤمنين الذين يقوله عنهم الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ، يغوصون في أعماق هذا القرآن الكريم، ويتتبعون تصريحاته وإشاراته، ليستخرجوا منها الحقائق العلمية ويستلهموا منها سر الآيات الكونية التي تفتح لهم أبواب البحث، وتقودهم إلى ينابيع المعرفة والابتكار والكشف.
ولديهم أيضا السنة المشرفة، يبحثون فيها عن الحقائق العلمية التي تقودهم إلى أعظم الاكتشافات. وعلى ضوء هذا الإدراك السليم لكتاب الله سوف يزداد المسلم نفعا به، فيتلوه كتابا تعبديا، ويقرؤه حقائق علمية. وما ينطبق على كتاب الله الكريم، ينطبق على سنة رسوله الصادق الأمين.
هدف الكشف والابتكار:
إن الهدف الأسمى للكشف والابتكار هو التعرف على آيات الله، ليزداد المؤمن إيمانا, وليحققوا الحكمة من خلقهم في قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} .
أما الأغراض الدنيوية من الكشف والابتكار فهي تنظيم أمور الحياة وتيسيرها، وتوفير أسباب الأمن والصحة والراحة بما يتناسب وفطرة الإنسان التي فطره الله عليها.
لهذا يجب أن يراعى في تقييم الكشوف والابتكارات ما يلي:
- مدى مواءمتها للطبيعة البشرية.
- مدى تحقيقها للمصلحة الإنسانية على أساس النظرة الصائبة الشاملة، باعتبار كون الإنسان جسداً وروحاً، وكذلك على أساس النظرة المرتبطة بالأخلاقيات والقيم والغايات التي بينها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، ودعى إليها رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه.