ومن هنا ندرك أن الخطر الذي يحدق اليوم بالحضارة الغربية كما أحدق من قبل بالحضارتين اليونانية والرومانية نتيجة عمل المرأة واختلاطها بالرجال سيحدق بنا نحن مع فارق واضح وهو أن هذه الحضارات جميعا التي كان تبرج المرأة وخروجها واختلاطها وعملها خارج البيت مرضا من أمراضها القاضية عليها، قد بلغ أصحابها ذروة الحضارة عندهم، بينما يحدق بنا الخطر ونحن في بداية طريق النهوض.
ومن العجيب أن يريد لنا البعض أن نبدأ من حيث انتهى غيرنا وأن نساير غيرنا في أمر أخذ يعلن أنه سيقضي على حضارته، وليس للأمة مصلحة في استجلاب هذا الخطر إلى بيوتها وأسرها هانئة تنعم بالاستقرار والتماسك والحب والثقة، الأمر الذي لا يعرفه غيرنا بعد أن تفشت فيهم تلك الأمراض بل بدأوا يحنون إليه ويعلنون عن أسفهم للحرمان منه وخلاصة القول في هذا الموضوع: إننا لا بد أن نختار أحد طريقين: طريق إسلامنا الذي يصون كرامة المرأة ويفرغها لأداء رسالتها كزوجة وأم، وفي سبيل ذلك يتكفل المجتمع ضمان حاجتها المعاشية، وليس في ذلك غضاضة عليها ما دامت تتفرغ لأهم عمل فالمرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بشمالها.