للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد كان من الواجب والمناسب أن يهتم علماء الأمة الإسلامية، بذلك الإعجاز ويقتصروا على دراسته- دون باقي أوجه الإعجاز القرآنية- في وقت كان له بين العرب وفصحائهم: قوة الإقناع، وعلو الحجة وشدة التأثير، وكان موضوع التحدي للمعارضين الذين كانوا على قمة الفصاحة في اللغة العربية، هذا بالإضافة إلى عدم اتساع دائرة العلوم الطبيعية والدراسات الكونية، والاكتشافات، وعدم اهتمام الحضارات السابقة بهذا الجانب الفكري مما جعل البشرية قاصرة عن إدراك الإعجاز العلمي للقرآن. أما وقد وصلت الدراسات الإسلامية عن (الإعجاز اللغوي والبياني للقرآن) شأنا عظيما، وتأصلت أهمية ذلك الإعجاز، هذا بالإضافة إلى سيادة العلوم الطبيعية على الحضارات المعاصرة وما حققته من إنجازات ضخمة في حياة الإنسان، فقد برزت أَهمية (الإعجاز العلمي للقرآن) كحجة على الإنسانية المعاصرة أعجميها وعربيها؛وما دام منطق العصر وأدلة الإقناع، صارت مستمدة من العلوم الطبيعية (التطور- المادية- العلوم التجريبية- الخ) فقد أصبح الإعجاز العلمي للقرآن، أكثر إقناعا من الإعجاز البياني والبلاغي، لهذا أَصبح من الواجب ومن الضروري على علماء المسلمين- في كل مجالات الفكر والمعرفة- أن يشمروا لدراسته وإظهاره للفكر الإنساني المعاصر، أَكثر اشراقا، وأعظم أثرا وأقوى حجة من ذي قبل.