وقالوا: إن المادة لا تفنى ولا تتجدد، ونسوا أَن ذلك لا يصدق، إلاَّ على التفاعلات الكيميائية، فهداهم الله من تركيب الذرة وتحولها إلى ما استيقنوا معه أَن المادة تفنى بتحولها إلى طاقة منطلقة في كون الله بسرعة الضوء إلى غير ذلك من الحقائق التي يصل إليها الإنسان في إطار علمه المحدود الذي يتسع كلما اتسع هذا الإطار، فيطرأ التعديل والتبديل على بعض هذه الحقائق المعلومة للإنسان.
وعليه فإن علوم الكون وعلوم القرآن وتفسيره قد يقع فيها الخطأ، وقد تحتاج في سبيل التصويب- إلى التعديل والتبديل، حتى ولو كانت حقائق كما أشرنا من قبل. ويكون الخطأ مرده خطأ الإنسان وسوء فهمه، ولا يكون الخطأ- بأي حال من الأحوال- في حقائق القرآن المطلقة، المودعة في آياته، كما لا يكون في سنن الله في خلقهِ هذا ما يجب العلم به وما يجب التنبيه إليه؛ فلا تعارض ولا تناقض في القرآن الكريم، ولا تناقض في حقائق الكون، ولا خوف ولا انزعاج من ربط علوم الكون بعلوم القرآن.
مناهج التفسير للآيات الكونية في القرآن:
إن تفسير الآيات الكونية في القرآن والتي تزيد عن ثمانمائة آية، يمكن إدراجه في مناهج ثلاثة:
أولا: المنهج التقليدي:
وهو المنهج الذي درج عليه علماء التفسير- من قدامى ومحدثين- وهو يعتمد على المعلومات العلمية العامة لتفسير تلك الآيات. كما يكثر في هذا المنهج التقليدي صرف الحقيقة إلى المجاز.
أمثلة لتفسير الآيات الكونية حسب المنهج التقليدي:
قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا}(الآية ٣٠ الأنبياء) - أي أن السموات كانت رتقا لا تمطر وكانتا الأرض رتقا لا تنبت، فلما خلق الله الأرض أهلاً، فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات.