وقوله سبحانه وتعالى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(يس الآية ٣٨) . لقد توقف الفهم القديم لجريان الشمس من المشرق إلى المغرب، كما توقف فهم الآية القرآنية على ضوء هذه الحركة الظاهرية، والتي ثبت أنها نتيجة لحركة الأرض، وما زالت الآية الكريمة محتفظة بصدقها ودلالتها على أن الشمس تجري لمستقر لها {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} . وقد أثبت العلم الحديث حركة حقيقية ذاتية للشمس، مما أبرز وأوضح تلك المعجزة العلمية التي أتى بها القرآن الكريم في قوله (تجري) ولم يكن هذا الكشف يخطر على بال أحد إلى أن تهيأت للإنسان آلات الرصد وأدوات التحليل الضوئي التي سهلت له اكتشاف هذه السنة الكونية، وذلك في القرن التاسع عشر. وبذلك ظهر التطابق بين حقائق الله القرآنية وحقائق الله الكونية وقد قدر علم الفلك سرعة حركة الشمس بركنيها أي من حيث المقدار والاتجاه. فأما المقدار فهو اثنا عشر ميلاً في الثانية تقريبا، وأما الاتجاه فهو نحو النجم المسمى (فيجا) في الإنجليزية (والنسر الواقع) في العربية.
ثالثا: المنهج التطبيقي:
وهو المنهج الذي نسلط الأضواء عليه، وندعو علماء الأمة الإسلامية إلى الإهتمام به، حتى يأتي بالنفع العظيم- إن شاء الله- في مجال الدراسات العلمية.
وبهذا المنهج لا يقف المفسرون عند تفسير الآيات القرآنية الكونية على ضوء المعارف العلمية المتقدمة والحقائق الكونية التي يصل إليها علماء الكونيات، بل إنهم يقدمون لعلماء الكونيات- بفقههم وتفسيرهم لتلك الآيات- دراسات تصلح لأن تكون بداية لتأملات علمية في السنن الكونية، وتصلح لأن تكون منطلقا لأفكار وفروض علمية، تتلوها- عن طريق البحوث القائمة على التجريب- اكتشافات ونظريات، تعمق إيمان المؤمنين، وتهدي الحيارى المتشككين وتنفع البشرية في دنياها وآخرتها.