للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وراح المستخدم يعلل ذلك بقوله: إن افتتاح المسجد في سائر اليوم يكلف جهودا ومصروفات.. هذا إلى قلة الراغبين في صلوات الجماعةِ قلت: الجماعة تنعقد باثنين فأكثر، وأنتم ثلاثة فلم لا تقيمونها بكم على الأقل؟؟ ثم قلت: ألا تفتحون المسجد لأحد خلال الأسبوع؟. فأجاب: بلى نفتحه للراغبين في مشاهدة داخلهِ قلت: فاسمحوا لي إذن بذلك.

وفتح المسجد ودخلت، ولم أتردد فأقمت الصلاة بنفسي وحيدا، وهم ينظرون ويستغربون لأني خالفت شرطهم".

قال الطبيب: "وأغرب من هذا ما لقيت في .... إذ كنت أقضي فترة تخصصي في بلد بعيد عن المركز الإسلامي فجئته ذات يوم لاستطلاع أحواله وللنظر في ما يمكن أن نفيده منه، فوجدته مفتوحا، وكان المسئول الكبير وهو من حملة الدكتوراه في الدراسات الشرعية غائبا، فانتظرت حتى عاد، وهناك قلت: لابد أنكم تقومون بجهد مشكور في ميدان الدعوة إلى الإسلام وتعريفه والدفاع عنه.. فارتبك الرجل ولم أَظفر منه بجواب شاف، فقلت: نحن في شهر رمضان، وهو موسم العبادة والقرآن، فلو أنكم خصصتم بعض الوقت من كل يوم لتفسير بعض الآيات أو الأحاديث لوجدتم إقبالا من الطلاب المسلمين، ولكان في ذلك خير كثير. فقال: ولكن أوقاتنا فيما قبل الظهر مشغولة كلها بعين حاجات البيت واستقبال الزوار وإعداد الشايِ وما بعد الظهر فهو وقت راحة لا مكان فيه لغيرها!.."

وما أراني بحاجة للتعليق على هذه الطرائف، فهي بنفسها ناطقة بواقع تلك المراكز، التي لا تختلف عن أية دائرة حكومية في الدولة التي تسيطر عليها عن طريق هؤلاء الممثلين الأفاضل!..