إن الأنباء تتواتر بأن العدو الصهيوني يمضي في تنفيذ مخططاته التي ترمي إلى تكريس احتلاله لما استولى عليه من الأراضي العربية قبل وبعد عدوان سنة ١٩٦٧ م. ويسعى جاهدا في بناء المستوطنات وتوطين اليهود المهجرين من أَنحاء العالم في كل من هضبة الجولان السورية والضفة الغربية وغزة بعد أن اطمأن قادة الصهيونية على انسحاب مصر من قضية النزاع العربي الإسرائيلي، وخلا لهم الجو بتمزيق وحدة الصف العربي، وتصدع بنيانه المتين.
لقد أعلن الصهاينة بأن ضم الجولان واجب على الدولة اليهودية وعلى مستوطنيها، وأَن الجولان جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وأن عدم الموافقة على ذلك يجعل الاستمرار هناك في شك، وفي إطار هذا القرار أقام العدو الصهيوني في هضبة الجولان السورية منذ ٦٧ حتى نهاية ١٩٧٨ م (٣٥) مستعمرة صهيونية، ومن مشاريعهم الاستيطانية في الجولان العمل على إقامة ١٤ أربع عشرة مستعمرة جديدة، ولتكريس هذا الاستيطان قامت السلطات الصهيونية بشق شبكة واسعة من الطرق، أهمها شبكة طرق في شمال هضبة الجولان لإحاطة جبل الشيخ وإغلاقه إغلاقا محكما وهناك شبكة أخرى على امتداد نهر اليرموك, حتى تحكم قبضتها على مصادر المياه في جنوب الهضبة كما شرع في إقامة مستوطنة جديدة في منطقة واسط في المرتفعات السورية.
وهم يهدفون بضم الجولان وبناء المستعمرات فيها إلى منع المواقع الإسرائيلية من الوقع تحت رحمة المدفعية السورية، تحسبا للمستقبل وقد زودوا سكان المستوطنات بالأسلحة للدفاع عن أنفسهم، هذا بالإضافة إلى أهداف أخرى اقتصادية وعمرانية.