وإن كثيرا من المحللين السياسيين قد رأى في غزو السوفيت لأفغانستان خطة سوفيتية لتطويق المد الإسلامي في الجمهوريات الإسلامية، ومن أخبار حرب السوفيت لأفغانستان أن كثيرا من الجنود والضباط الذين ينتمون إلى أصل إسلامي وشاركوا في حرب السوفيت لأفغانستان قد هربوا من الجيش الأحمر وانضموا إلى المجاهدين الأفغان, مما اضطر السوفيت إلى استبدال آخرين بهم، وأن هؤلاء كانوا يبحثون عن القران الكريم ويتبادلونه سرا.
إن الإسلام الذي يخشاه السوفيت ليس هو الإسلام الذي يمثله العلماء الرسميون الذين يتلقون تعليماتهم من الملحدين, وإنما هو الإسلام الذي تمثله الحركات الإسلامية التي تعمل في صمت وخفاء. وقد نقلت الأخبار أنها حركات متأصلة الجذور وأنها استطاعت الصمود والتمسك بالإسلام بالرغم من كل حملات الإبادة التي شنها النظام الشيوعي للقضاء عليها قضاء مبرما.
وقد ذكر أحد علماء الاجتماع السوفيت في دراسة علمية له عن أحوال الديانات في الجمهوريات الإسلامية:"أن ما يزيد عن نصف المؤمنين في شمال القوقاز ينتمون إلى الإخوان الصوفيين", وهو المصطلح الذي يطلق على المسلمين غير الرسميين في الاتحاد السوفيتي، وذكر أنهم يقومون بدعاية دينية مضادة ونشطة ضد التعاليم الشيوعية. وأن العلماء غير الرسميين بين هذه الجماعات يقومون بتأدية جميع الفروض الدينية, ويديرون مدارسهم الدينية ومساجدهم تحت الأرض. ويناهضون كل الاتجاهات العلمانية والمذاهب المادية التي تحرص قيادة الكرملين على نشرها بكل الوسائل.
إن وجود هذه الحركات دفع رئيس رجال المباحث في أذربيجان إلى الهجوم الشديد على ما أسماه بالحركة الدينية السرية الإجرامية ووصفها بأنها تخريبية, ووصف رجال الحركة الإسلامية من العلماء غير الرسميين بالرجعية والفساد والتآمر ضد السلام وحركة التقدم التي يزعم السوفيت أنهم دعاتها وحماتها في العالم الحديث.