تواترت الأنباء في الآونة الأخيرة مؤكدة أن هناك يقظة إسلامية تسري في خفاء، وتمتد في إصرار وثبات بين المسلمين في الجمهوريات الإسلامية وراء الستار الحديدي في الاتحاد السوفيتي. وتشير هذه االأنباء إلى تمسك هؤلاء المسلمين بعقيدتهم الصحيحة، وأنهم يمارسون شعائر الإسلام سرا فيقيمون الصلاة، ويقرأون القرآن ويتبادلون الكتب الإسلامية الصادرة في المشرق الإسلامي، وقيل إن من بين هذه الكتب التي تروج بين المسلمين في الاتحاد السوفيتي كتاب معالم في الطريق, وفي ظلال القرآن لسيد قطب.
وهم يفعلون ذلك بالرغم من كافة صور الاضطهاد التي يتعرضون لها من قبل النظام الشيوعي الذي جعل الإلحاد مادة أساسية من مواد التعليم في مدارسها الاتحاد السوفيتي وأخذ على عاتقه بكل أنظمته ومستوياته مهاجمة الدين عامة والإسلام خاصة.
لقد بقي المسلمون في الاتحاد السوفيتي كغيرهم من سكان الاتحاد السوفيتي معزولين تماما عن العالم, ولكنه في السنين االأخيرة وخاصة بعد ١٩٥٥- و ١٩٦٧ تسربت الأنباء عن أحوال المسلمين هناك. وهي أوضاع تقلق قادة الكرملين, وأهمها تزايد المواليد بين المسلمين بنسبة أكثر من بقية سكان الاتحاد السوفيتي، كما أن برامج إذابة المسلمين في المجتمع الشيوعي لم تتم بالصورة التي يريدها الملحدون، إذ ما يزال المسلمون يحتفظون بكثير من مظاهر الشريعة الإسلامية في شئون الزواج والأعياد ومراسم دفن الموتى وتسمية المواليد.
ومع التعتيم الإعلامي المفروض على جميع الأحداث والأخبار عن أحوال المسلمين في الجمهوريات الإسلامية الست إلا أن الهجوم الذي يشنه المسئولون السوفيت على جميع الحركات الإسلامية التي تحاول العودة إلى القرآن والاسترشاد به، يكشف عن قلق القيادة السوفيتية كما يدل على تزايد هذه الحركات الإسلامية التي تسري سريان النار تحت الهشيم.