ولقد كان هذا الدين التام الكامل الشامل مستوعبا لجميع نواحي الحياة: فقد نظم حياة الفرد من ساعة أن يخرج من بطن أمه إلى أن ينتقل إلى ربه: وبين ما ينبغي للطفل إذا خرج من بطن أمه من عناية الوالدين به وتعهدهما له وبين أهم نواحي هذا التعهد وهو تربية الطفل على معاني الخير والحق والفضيلة، فأمر بإحسان الاختيار لأمه، وإحسان الاختيار لاسمه، وأمر أن يعلم حب الله وسروله صلى الله عليه وسلم وحب القرآن الكريم. ثم إذا صار مميزا أمر بأن يعلم الصلاة ويعود عليها، ولا ريب أن الصلاة تعود النظافة والطهارة والاجتماع على الخير والحق، والمودة والمحبة والتعارف والطاعة، وتغرس قوة الإيمان، وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحب دين الله وحب المؤمنين. فإذا بلغ سن العاشرة وقارب البلوغ كانت العناية به أتم وأكمل، فيتأكد أمره بالصلاة وتعويده عليها، فإذا رؤى منه الترك والتهاون، ضرب ضربا غير مبرح، إلزاما له بالخير حتى يستقيم عليه. فإذا بلغ مبلغ الرجال سهل عليه تعود الصلاة والمحافظة عليها.. كذلك إذا بلغ العاشرة وقارب البلوغ وجب أن يعود على الفضيلة، وأن يمنع من الرذيلة، وأن يحال بينه وبين أسبابها، حتى إذا بلغ كان بعيدا عن الرذيلة ومتأبيا عليها. ولذلك أمرنا بالتفريق بين الأولاد في المضاجع عند بلوغ سن العاشرة.