للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وقد بدت تباشير صحوة المسلمين وتيقظهم بالعودة إلى دينهم، وفي ذلك الخير الكثير. وقد تعالى النداء من كل مكان بضرورة العودة إلى هذا الدين الحنيف وتطبيق شرائعه، ورائد ذلك في العصر الحديث هو المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها الأول الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وعلى أيدي أبنائه من بعده. ويكفينا أن نعلم أن الملك عبد العزيز رحمه الله وجد من العرب أشتاتا متفرقين متناحرين فجمعهم على كلمة الحق ورفع لواء التوحيد واستطاع بعون الله أن ينشئ دولة المملكة العربية السعودية، وأعلن أنها قائمة على دين الله وشرعه، متمسكة بكتاب الله وسنة نبيه الكريم وصدق قوله فصدقه الله. وبعد أن كانت قليلة الموارد والثروات، قليلة المال، ضيقة ذات اليد، إذا بالخير يتوالى عليها، ويكثر حتى تصبح أغنى دولة في العالم، وهي بحمد الله تستغل ذلك الخير لخدمة الدين ونشره والدعوة إليه وخدمة المسلمين في كل مكان.. وبعد أن كانت تعاني من الخوف وضياع الأمن، إذا بالأمن يرفرف على ربوعها ويشمل كل أنحائها، وصار الإنسان لا يخاف من أحد إلا الله، والذئب على غنمه فأطعم الله أهل هذه البلاد من جوع وآمنهم من خوف. وما ذلك إلا بفضل الله أولا ثم بإقامة شرع الله وتطبيق أحكامه وحدوده ثانيا. وقد ضربنا المثل بالمملكة العربية السعودية لأنها والحمد لله مازالت تنادي بأن شرفها وفخرها وعزها في تطبيق شرع الله، ومازالت ترعى هذا الدين وتبذل في سبيله الجهد والمال وتقرن هذا القول بالعمل، ومن ثم كانت أول دولة تحكم بالإسلام، وأول دولة يشعر فيها الجميع بالأمن التام، والطمأنينة الكاملة، وإن الجنود والسلاح والقوانين الأجنبية لا تحقق من ذلك شيئا مذكورا، وفي ذلك القدوة الحسنة لمن أراد أن يقتدي، وأسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، ويوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.