وفي الحديث الصحيح:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"وأول الرعاة وأعظمهم أثرا هم الحكام، ولذلك كان الحاكم الصالح العادل له مكانته وشرفه عند الله تعالى لأن الخير الكثير يترتب على صلاحه وعدله فينتفع به العباد والبلاد. ولقد كان من أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (الإمام العادل) ولا يتحقق عدل الإمام إلا إذا أقام الدين وحكم شرع الله في أمور الدولة كلها. ومن أبرز مظاهر تحكيم الشرع المحافظة على أركان الدين وشعائره وحدوده. ولا يخفى ما يترتب على ذلك من الخير والفلاح والصلاح. والحكم بغير شرع الله جور وظلم وفساد وظلام وكم من شعوب مسلمة متدينة ترغب في إقامة حكم الله وشرعه وحدوده ويقف بعض الحكام حجر عثرة أمام هذه الرغبة الصادقة لأن ذلك يخالف أهواءهم وشهواتهم ومقاصدهم، ومن اعتقد أن شرع الله لا يصلح للحكم بين الناس فقد خرج من دين الله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ومن اعتقد أن شرع الله يصلح للحكم لكنه ترك الحكم به من باب التقصير اتباعا لهواه أو خوفا من أفراد أو مراعاة لمصالحه مع دول كافرة فهذا من الكبائر وهو بهذا ظالم لنفسه ولشعبه عاص لأمر الله تعالى قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} .