٣_ الإعجام: وهو إعجام الحروف أو نقطها أيام خلافة عبد الملك بن مروان بأمر من الحجاج لنصر بن عاصم (ت ٨٩) ثم جاء يحي بن يعمر سنة ١٢٩ فوضع الإعجام بنفس المداد [٣] .
٤_ قام الخليل بن أحمد الفراهيدي بإبدال نقط الشكل التي وضعها أبو الأسود بجرات علوية وسفلية دلالة على الفتح والكسر.
والمصحف في كل هذه المراحل هو مركز الدائرة في كل مراحل تطور الكتابة العربية.
ومن ناحية الحفظ والانتشار:
كان القرآن الكريم هو الدرع الواقي للغة العربية ويكفي في هذا قول الله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} كما كان انتشار المسلمين في كل مكان بالقرآن الكريم مكتوبا بأيديهم ومقروءا بألسنتهم ومحفوظا في صدورهم هو الذي ترك الساحة خالية للغة العربية فسقطت أمامه اليونانية اللاتينية والفارسية في مناطق كثيرة.
ومن ناحية الإثراء والقيمة:
فلا شك أن القرآن الكريم قد أثرى اللغة العربية ثراء عظيما بلغته وبيانه وتصويره وقصصه مما جعلها لغة تشريع وحضارة خالدة باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولقد تعددت في هذه الأيام أساليب التعلم ووجد ما يسمى بالتعليم الوظيفي وأخذت به كثير من الدول العربية والإسلامية والذي نعرضه هنا إنما هو البديل للتعليم الوظيفي.. ليس هذا فقط وإنما الأساس لتعلم اللغة العربية.
تعليم اللغة العربية عن طريق القرآن الكريم:
والدراسة التي نعرضها بدأناها باستعراض ما في القرآن الكريم من محصول لغوي. فالمصحف يجمع بين دفتيه ١١٤ سورة، ٦٢٦٣ آية، ٧٧٤٦٠ كلمة، ٣٢١٢٥٠ حرفا، ١٥٦٠٥١ نقطة.
وقد قمنا بحصر الحروف التي في نصف الجزء الأخير من القرآن من أول سورة الأعلى إلى نهاية سورة الفاتحة وذلك لتداول هذه الآيات وكثرة الحافظين لها وقصر فقراتها وقد تبين أن هذه السورة عددها ٢٩ سورة وأنها تشتمل على "١٠٠" سطر.