وقد دخل الإسلام -كما يقول البلاذري- وفي قريش سبعة عشر رجلا يكتبون هم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيد الله، ويزيد بن أبي سفيان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وحاطب بن عمرو، وأبو سلمة بن الأسد المخزومي، وأبان بن سعيد بن العاص، وخالد بن سعيد، وعبد الله سعد بن أبي سرح، وحويطب بن عبد العزى، وأبو سفيان ومعاوية، وجهيم بن الصلت رضي الله عنهم أجمعين.
أما النساء اللائى كن يكتبن فهن:
شفاء بنت عبد العدوية، وهي من رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد تعلمت منها أم المؤمنين حفصة بنت عمر، وأم كلثوم بنت عتبة، وفروة، وعائشة بنت سعد، وكريمة بنت المقداد، أما عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فكانت تقرأ المصحف ولا تكتب وكذا أم سلمة.
ولقد كان كتاب الوحي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم اثنين وأربعين كاتبا.
وكان أكثرهم في سن الشباب وكانوا يختارون من بين أجود الكتبة خطا وكتابة وكان لهم دور عظيم في النقل والرواية عن الرسول الكريم قرآنا وحديثا وتشريعا، كما كان لهم الدور الأول في جمع المصحف وكتابة المصحف الإمام أيام عثمان رضي الله عنه كما كان لهم دور في نقل العلم وتأسيس مدارسه في مكة والمدينة ثم في غيرها من الأمصار ومن هؤلاء أبيّ بن كعب كاتب الوحي الجليل رضي الله عنه.
وكلنا يعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبل فداء بعض أسارى بدر لأنفسهم بأن يعلم كل واحد عشرة من المسلمين.
ولقد تطور المصحف الشريف بالكتابة العربية مما يجعلنا نقول إن الكتابة إسلامية أولا وهذا التطور قد أخذ الخطوات الآتية:
١_ المصحف الإمام: وهو مصحف سيدنا عثمان رضي الله عنه ولا زال الرسم المعمول به هو رسم هذا المصحف الإمام إلى الآن.
٢_ الشكل: وهو ضبط الحروف وقد تم على يد أبي الأسود الدؤلي (ت ٦٩) .