بل إن الدعوة إلى الله تعالى من صفات المؤمنين التي تميزهم من المنافقين. اقرأ قوله تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} التوبة رقم٧١. وهذا على خلاف المنافقين الموصوفين بقوله تعالى:{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} التوبة الآية رقم٦٧. إذن الفاصل بين الطرفين هو الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة إلى غير الله.
من هنا نعرف من الداعية، هو كل من اتبع طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم من مسلم ومسلمة، فالدعوة لا يختص بها العلماء أو رجل الدين كما يقولون فإن هؤلاء يمتازون بمعرفة تفاصيل الدين وأحكامه، اقرأ معي لبيان ذلك قوله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الآية رقم ١٠٨ يوسف.
فاتباعنا له صلى الله عليه وسلم يجعلنا دعاة إلى الله جميعا. وإليك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:"فليبلغ العلم الشاهد الغائب". والشاهد هو من علم من أمر الإسلام شيئا.
إذن لا تترك الشيطان يوهمك بأنك لست داعيا إلى الله؛ لأنك لست من رجال الدين أو العلماء، أو بالقول إن هذا واجب كفائي علق في رقاب العلماء. فعليك أن تدقق النظر في قوله تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... } الآية فالآية شاملة لم تقل بعضكم يأمر بالمعروف. فالطريق واسع شامل للجميع. اقرأ قوله صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكرا ... " الحديث. و (من) يندرج تحتها كل من يعلم أن هذا الأمر منكر، ومن ثم يلزمه تغييره بقدر طاقته وبقدر ما لديه من العلم.