وقد تضمنت الآية الأولى من هذه الآيات مشهدا من مشاهد يوم القيامة حيث يقرع الله سبحانه وتعالى ويوبخ كافري الجن والإنس ويسألهم (وهو أعلم) ألم يأتكم رسل منكم يخبرونكم ما أوحي إليهم، ويخوفونكم لقاء يومكم هذا، فيجيب هؤلاء المسؤولون في حسرة وصغار معترفين بما تضمنه السؤال من إرسال الرسل وتبليغهم آيات ربهم، وتخويفهم لقاء هذا اليوم الذي كانوا يوعدون، لكن الحياة الدنيا ولذاتها ومتعها وما فيها من زينة حالت بينهم وبين إيمانهم بالرسل واليوم الآخر.
لقد شهدوا على أنفسهم بالكفر فحق عليهم العذاب، وذاك جزاء الكافرين.
وتصور الآية الخامسة مشهدا آخر من مشاهد يوم القيامة، حيث يساق الذين كفروا إلى جهنم زمرا فتفتح لهم الأبواب، ويقول لهم خزنتها الغلاظ الشداد على سبيل التقرير والتقريع والتوبيخ: ألم يأتكم رسل من جنسكم يتلون عليكم آيات ربكم المنزلة عليهم، ويقيمون الحجج والبراهين على صحة ما دعوا إليه، وينذرونهم لقاء يوم القيامة هذا.
فيقول لهم الكفار معترفين بلى قد جاءونا وتلوا علينا الآيات وأنذرونا، ولكنا كذبناهم وخالفتاهم وعدلنا عن الحق إلى الباطل، فحق علينا العذاب عذاب الكافرين.
وتتضمن الآية السابعة والتي تليها مشهدا آخر من مشاهد يوم القيامة حيث يشتد غيظ جهنم على أولئك الكفار الذين يلقون فيها فوجا بعد فوج، حتى لتكاد من شدة الغيظ يتميز بعضها من بعض، ولم لا تحنق هذا وتغتاظ هذا الغيظ، وهي التي ترى خزنتها الملائكة الغلاظ الشداد يسألون مقررين مقرعين موبخين في حسرة وذلة: بلى، قد جاءنا نذير، ولكنا كذبناه في أن يكون نذيرا، ثم –لشقوتنا- بالغنا في التكذيب فقلنا ما أنزل الله على أحد من شيء، وما أنتم أيها النذر في ادعاء إنزال الآيات عليكم إلا في ضلال كبير.