للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاستفهام في الآيات الباقيات (الثانية والثالثة والرابعة والسادسة) استفهام تقرير على حد {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} أي قد أتتهم - وقد سبقت الإشارة إلى هذا - يدل هذا الاستفهام أيضا على التوبيخ كما دل عليه في الآيات المتقدمة.

ففي الآية الثانية والثالثة والسابعة يوبخ الله سبحانه وتعالى الكافرين أن لم يتعظوا بالأنباء التي قد أتتهم عمن كان قبلهم من الأقوام الذين جاءتهم رسلهم بالبينات فكذبوهم فاستحقوا العذاب، وما الله بظلام للعبيد.

وفي الآية الرابعة يوبخ الله سبحانه وتعالى كفار مكة على مطالبتهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتيه بآية من ربه تبين صدقه وقد أتاهم بالقرآن الذي بشرت به الكتب الإلهية السابقة المنزلة على الرسل، لقد أتاهم بالقرآن الذي هو أعظم الآيات إعجازا حتى تقوم الساعة، فأي آية بعد القرآن يريدون!!.

وإعراب هذه الصيغة (ألم يأت) واضح سهل، فالفعل المضارع (يأت) مجزوم ب (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء، والضمير بهذا الفعل سواء أكان كافا في (ألم يأتكم) أم كان هاء في (ألم يأتهم) مبني على الضم في الأول وعلى الكسر في الثاني في محل نصب مفعول به ل (يأت) والميم يدل على جمع الذكور مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

وأرى أن الكاف والميم معا في (ألم يأتكم) هما الضمير وليس الكاف وحدها، فالكاف وحدها لا تدل على جماعة المخاطبين، فالميم جزء من لفظ الدال عليهم، واعتبار الميم حرفا ملحقا بالضمير وليس جزءا منه تحكم لا داعي إليه، ورأي تعوزه الحجة. وعلى هذا أرى أن يقال في إعراب (كم) من (ألم يأتكم) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.