وابتغوا إليه الوسيلة: الابتغاء: يقال ابتغى الشيء يبتغيه إذا طلبه، والوسيلة: ما يتوصل به إلى تحقيق غرض ما صالح كان أو فاسد وهي هنا – الوسيلة - طلب ما يتوصل به إلى رضوان الله تعالى ومحبته، والحظوة لديه من القرب والكرامة.
وجاهدوا: الجهاد بذل الجهد واستفراغ الوسع. والجهاد المأمور به هنا بذل الجهد في إصلاح النفس والناس.
في سبيله: سبيله تعالى هي ما يوصل العبد إلى إصلاح نفسه وإصلاح غيره، فينجوا ويكمل ويسعد في الدنيا والآخرة.
لعلكم تفلحون: لعل هنا تعليلية أي اتقوا وتوسلوا وجاهدوا لتفلحوا. والفلاح: الفوز وهو النجاة من النار، ودخول الجنة دار الأبرار، مع ما يسبق ذلك من كمال، وطهارة، وعزة، وكرامة في دار الدنيا قبل يوم القيامة.
بيان معنى الآية:
اعلم أخي القارئ فتح الله علينا وعليك أن هذه الآية الكريمة المباركة قد اشتملت على ثلاثة أوامر إلهية موجهة كلها إلى المؤمنين به تعالى وبلقائه، وبوحيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الأوامر الثلاثة هي الأمر بتقواه عزوجل وبطلب الوسيلة إليه، والجهاد في سبيله. كما اشتملت على علة هذه الأوامر وهي الفلاح المترتب على فعلها. والفلاح هو الفوز بالنجاة من المرهوب. والظفر بالمرغوب، وبعبارة أوضح: الفلاح هو الكمال، والسعادة في الدنيا والآخرة. وإليك شرح هذه الأوامر علّك تقوم بها فتفوز كما فاز بها أهلها.
١_ الأمر بالتقوى، ومعناه: اتقاء عذاب الله تعالى المترتب على مخالفة أوامره وسننه في خلقه، ويتم للعبد هذا الاتقاء إذا هو أطاع الله تعالى، وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم فيما أمرا به من العقائد والعبادات، وفيما نهيا عنه من الشرك والمعصيات.