للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢_ ابتغاء الوسيلة إليه تعالى وهو طلب التقرب إليه عز وجل بأداء الفرائض مصحوبة بنوافلها، إذ لكل فريضة نافلة للحديث الصحيح: "ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه الحديث....."

وأما التعليق على التوسل فإنا نقول للقارئ الكريم: إن التوسل الصحيح النافع هو ما بيناه في شرح جملة {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} . وليس ما عليه أكثر العوام من الذبح على أضرحة الأولياء والنذر لهم، والاستغاثة بهم، ودعائهم، والعكوف على قبورهم وشد الرحال إليها، وسؤال الله تعالى بحقهم وجاههم، ليس هذا من التوسل في شيء وإنما هو الشرك بعبادة الله تعالى. والله يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف: من الآية١١٠) .

كما أن قول العوام اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو فلان، واللهم إني أسألك بحق فلان أو فلان ليس من التوسل في شيء، لأن التوسل أن تقوم بعمل صالح شرعه الله ليكون قربة لعباده يتقربون به إليه فتفعله ثم تسأل الله تعالى بعبده فيعطيك سؤالك أما قول المرء أسألك بجاه فلان أو بحق فلان فإنه لا معنى له، إذ لم يشرعه الله دعاء ولا ذكرا ولا عبادة فكيف إذا يعطي عليه ويستجيب لصاحبه؟؟

وأغلب الظن أن التوسل بجاه فلان وحق فلان، كان من وضع غلاة الباطنية والزنادقة من أجل صرف العبد المسلم عن الوسائل المشروعة النافعة إلى وسيلة لا تشفع ولا تنفع، ولكن تضر وتغر، والعياذ بالله تعالى.

٣_ الجهاد في سبيله تعالى هو بذل الجهد، وما في الطاقة والوسع في مدافعة النفس عن اتباع هواها المفضي بالعبد إلى ترك العبادة التي خلق لأجلها، ولا يكمل ولا يسعد إلا بها، وفي حملها أن تتعلم أمور الدين، وتعمل بها، وتعلمها غيرها من الناس.