تذاكرنا نحن والدكتور رشيدي –وهو يتكلم اللغة العربية- أحوال المسلمين في أندونيسيا والجهود التي يقوم بها دعاة الإسلام هناك والجهود المضادة من أعداء الإسلام هناك، والمحاولات الجادة لتحريف معاني الإسلام وتقوية المعاني الخرافية وإيجاد طائفة باطنية وغير ذلك من الانحرافات الشخصية، وخطر المدارس النصرانية على أبناء المسلمين الذين يضطرون للدخول فيها لعدم وجود مؤسسات إسلامية تستوعبهم لقلة الإمكانات.
أظهرت أم الخبائث حقده:
وعندما رجعنا إلى الفندق (بلازه) قابلنا عند المصعد رجل أوربي كبير الجثة طويل القامة متجهم الوجه، وأخذ يتكلم كلاما يظهر منه أنه غاضب وما كنت أفهم منه إلا كلمة عرب، وهيد، وبيق، (أي رأس كبير) وكان يوجه خطابه إلي ويمس رأس الابن عبد البر فعرفت بسرعة أنه قد خلط كمية كبيرة من الخمر بمخ رأسه حتى أصبح يهذي بما لا يدري فقلت للأخوة أنه سكران، فأشاروا إلي بالسكوت، وصعد معنا إلى الطابق الذي نحن فيه وهو يرغي ويزبد، وخرجنا من المصعد فخرج معنا وهو على حالته ومشى معنا، حتى قارب باب حجرتنا، ثم رجع إلى المصعد يردد كلمة (آم - سوري) أي آسف ويذكر هوتيل أي فندق فسألت الأخوة عن كلامه فقالوا كان يقول أن العرب متكبرون رؤوسهم كبار وعند رجوعه كان يقول أنا آسف وأنا سكنت معكم في فندق واحد وسأطلب من صاحب الفندق أن يخرجكم منه، وظهر أنه كان يسكن في غير الطابق الذي نسكن نحن فيه وصعوده معنا كان بدون شعور.