في الساعة السادسة إلا عشر دقائق صباحا طرق باب الحجرة فقام الشيخ عبد القوي ليفتح فقلت له محذرا: لا تفتح حتى تعرف من بالباب لأن الوقت مبكر، وكنت أخشى أن يكون الأوروبي الذي شبهته بالثور الهولندي هو الذي طرق الباب في حالة تشبه حالته في الليلة الماضية وتحفزت في نفس الوقت وراء الشيخ عبد القوي استعدادا لأي طارئ، فقال الشيخ:((هو)) أي من فإذا هو أحد الخدم يحمل إلينا طعام الإفطار فقال له الشيخ نحن لم نطلب طعاما في هذا الوقت فأراه الورقة وفيها رقم غرفتنا فعرفنا أن الأخ عبد الله باهرمز هو الذي طلب ذلك من الليل ليجمع بين الأمرين:
الأول: إحضار الإفطار
الثاني: إيقاظنا مبكرين على موعد مع المسئولين عن المدرسة الشافعية لزيارتها في الساعة الثامنة صباحا، وكان اليوم يوم جمعة يجب أن نستعد للصلاة، بعد ذلك نقلنا أثاثنا إلى الفندق (برزونت) بعد أن تناولنا طعام الإفطار.
في الطريق إلى المدرسة الشافعية:
وفي طريقنا إلى المدرسة الشافعية مررنا بالأسواق الشعبية في جاكرتا على شاطئ البحر، وبدت شوارعها غير نظيفة ولا منظمة بخلاف ما هو الحال في الشوارع العامة والأسواق الحديثة، ومررنا بإحدى الحارات فقال عبد الله باهرمز: هنا بيت عمتي وكان مصوبا نظره إلى جهة البيت حتى ابتعدت السيارة عن المكان وكأنه بذلك يستعطفنا لإعطائه فرصة زيارتها وقد أعطيها فعلا بعد ذلك.