وأما عقيدة الخلف فإنها مبنية على التأويل والتحريف والتعطيل والتشبيه كما حكى ذلك العلامة سعد الدين التفازاني في شرح العقائد النسفية وهو كتاب يدرس في أغلب مدارس الهند والباكستان وغيرها في مادة التوحيد وأصل الكتاب للعلامة الشيخ عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحنفي قال العلامة التفازاني ما نصه:"وقد كانت الأوائل من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين لصفاء عقائدهم ببركة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وقرب العهد بزمانه، ولقلة الوقائع والاختلافات وتمكنهم من المراجعة إلى الثقات مستغنين عن تدوين العلمين –الكتاب والسنة- وترتيبهما أبوابا وفصولا وتقرير مقاصدهما فروعا وأصولا إلى أن حدثت الفتن بين المسلمين وغلب البغي على أئمة الدين وظهر اختلاف الآراء والميل إلى البدع والأهواء وكثرت الفتاوى والوقعات والرجوع إلى العلماء في المهمات فاشتغلوا بالنظر والاجتهاد والاستدلال والاستنباط وتمهيد القواعد"انتهى ثم قال في موضع آخر معتذرا للخلف عما أقدموا عليه من إيجاد هذه العقيدة الخلفية قال: "القوم الذين كانوا يناظرهم الخلف ما كانوا يقبلون الأدلة النقلية ولا ينقادون لها فذلك اضطر علماء الخلف إلى الأدلة العقلية [٤] " انتهى.
نقل هذا كله الشيخ صالح بن أحمد رحمه الله تعالى في كتابه تحكيم الناظر [٥] وكان شرح العقائد عندي في يوم من الأيام وكنت قد درسته على يد بعض المشايخ بباكستان ثم أحرقته فيما بعد ولو كنت تركته لنقلت منه نصوصا كثيرة.
قلت: هذا نص كلام العلامة التفازاني شارح العقيدة النسفية وهو يعترف اعترافا لا يشوبه أدنى شك بأن هذه العقيدة الخلفية أوجدها علماء الخلف لكي يناظروا بها من كان يرفض الأدلة النقلية من الخلف ولذلك نقل عن المتأخرين الذين أوجدوا هذه العقيدة الخلفية العلمية حسب زعمهم: (أن عقيدة الخلف أسلم وعقيدتنا أعلم وأحكم) كما نقله عنهم شارح العقيدة الطحاوية حيث قال رحمه الله تعالى: