للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"نبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه، فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والأخروية على أتم الوجوه، ولكن كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها لذلك صار كلام المتأخرين كثيرا، قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فإنه قليل كثير البركة، لا كما يقول ضلال المتكلمين وجهلتهم: إن طريقة القوم أسلم وإن طريقتنا أحكم وأعلم [٦] " انتهى

وهكذا نقل عنهم العلامة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني النابلسي المتوفى سنة ١١٨٨ هجري في شرحه (لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية) على منظومته التي سماها: (الدرة المضية في عقيدة أهل الفرقة الناجية) إذ قال رحمه الله تعالى:

"مذهب السلف هو المذهب المنصور والحق الثابت المأثور وأهله هم الفرقة الناجية والطائفة المرحومة التي هي بكل خير فائزة ولكل مكرمة راجية من الشفاعة والورود على الحوض ورؤية الحق وغير ذلك من سلامة الصدور والإيمان بالقدر والتسليم لما جاءت به النصوص فمن المحال أن يكون المخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض من لا تحقيق لديه ممن لا يقدر السلف ولا عرف الله تعالى ولا رسوله ولا المؤمنين به حق المعرفة المأمور بها، من (أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم) وهؤلاء إنما أتوا من حيث طنوا أن طريقة السلف هي مجرد استخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات فذها الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهور.

وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين: الجهل في طريقة السلف في كذبهم عليهم، والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم) [٧] اهـ.