ثم ساق إسناد آخر بقوله: حدثنا هشام بن منصور البغدادي المكفوف ثنا أحمد بن سليمان الباهلي ثنا خلف بن خليفة الأشجعي قال: "أتي خالد بن عبد القسي برجل قد عارض القرآن فقال: قال الله في كتابه: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} . وقلت أنا: ما هو أحسن منه إنا أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر ولا تطع كل سافه وكافر، فضرب خالد عنقه وصلبه فمر به خلف بن خليفة وهو مصلوب فضرب بيده على خشبة فقال: إنا أعطيناك العمود فصل لربك على عود فأنا ضامن لك أن لا تعود"انتهى [١٣]
قلت: هذا ثابت عن خالد بن عبد الله القسي الذي كان عاملا لهشام بن عبد الملك وكان ذلك في سنة ١١٨ هجري في واسط، وقال ابن قتيبة هكذا [١٤] .
٢_ أبو محرز جهم بن صفوان:
وتبه في غيه وضلاله جهم بن صفوان أبو محرز، قال الإمام الذهبي في ميزانه:"السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين وما علمته روى شيئا لكنه زرع شرا عظيما"انتهى [١٥] .
وقال الحافظ في لسانه:"وكان قتل جهم بن صفوان سنة ثمان وعشرين ومائة وسببه أنه كان يقضي في عسكر الحارث بن شريح الخارج على أمراء خراسان فقبض عليه نصر بن سيار فقال له: استبني. فقال: لو ملأت هذا الملأ كواكب وأنزلت إلي عيسى بن مريم ما نجوت، ولم كنت في بطني لشققت بطني حتى أقتلك ولا تقوم علينا مع اليمانية أكثر مما قمت، وأمر بقتله، وكان جهم من موالي بني راسب وكتب للحارث"انتهى [١٦] .