قال العلامة أبو هلال العسكري المتوفى سنة ٣٩٥ هجري في كتابه (الأوائل) : "أول من صنف في الكلام أبو حذيفة واصل بن عطاء"ثم قال بعد هذا العنوان مباشرة: لم يعرف في الإسلام كتاب كتب على أصناف الملحدين وعلى طبقات الخوارج وعلى غالية الشيعة والمشايعين في قول الحشوية قبل كتب واصل بن عطاء، وكل أصل نجده في أيدي العلماء في الكلام، والأحكام فإنما هو منه ثم قال:"وهو أول من سمى معتزليا"[٢٤] انتهى.
قلت: هو أول من ألف وصنف في الإلحاد والكفر في هذا الباب بالتفصيل مع أن له سلفا كما تقدم في هذا الانحراف الخطير.
ولهذا ترجم له الشيخ محمد بن إسحاق بن النديم المتوفى سنة ٣٤٦ هجري في الفهرست قال:"المقالة الخامسة وهي خمسة فنون في الكلام والمتكلمين:
الفن الأول: في ابتداء أمر الكلام والمتكلمين من المعتزلة والمرجئة وأسماء كتبهم".
ثم ترجم لهذا الزنديق ترجمة مختصرة ومناظرته مع تلميذه الضال عمرو بن عبيد وانتصاره وغلبته على عمر بن عبيد الذي يأتي في ترجمته فيما بعد.
ثم قال:"وأخباره كثيرة وكانت ولادته في سنة ٨٠ للهجرة بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوفى في سنة ١٣١ هـ"[٢٥] .
هذه هي سلسلة الإلحاد والزندقة لعبت دورا هاما في إفساد العقيدة الإسلامية الصحيحة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
٤_ عمرو بن عبيد بن باب:
ثم جاء بعد هذا الزنديق الضال عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان البصري المعتزلي القدري مع زهده وتألهه.
قال الإمام الذهبي في ميزانه: "روى عن الحسن وأبي قلابة وعنه الحمادان، وعبد الوارث، ويحي القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وعلي بن عاصم. وولاؤه لبني تميم، وكان من شرط الحجاج.