وقال ابن سعد في طبقاته الكبرى:"هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغزا معه وله حلف في الأنصار وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ثم نزل البصرة بعد ذلك فاختلط بها ثم أتى الكوفة فاشترى بها دورا في بني أسد بالكناسة وله بقية، وعقب. ثم ذكر بإسناده قصة وفاته رضي الله تعالى عنه [٣١] ".
وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة:"هو حليف الأنصار وله رواية كثيرة –أي عن النبي صلى الله عليه وسلم-"[٣٢] انتهى.
قلت: له شرف الصحبة فلا يجوز سبه وشتمه وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سن أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
أخرج الإمام البخاري في الجامع الصحيح وكذا مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي في سننيهما والإمام أحمد في مسنده، كلهم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه" انتهى.
وقد تكلم الحافظ في الفتح [٣٣] على هذه الرواية كلاما جيدا مفيدا يتعلق براوي الحديث إذ عزاها إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بدل أبي سعيد هكذا قال خلف وأبو مسعود الدمشقي والحافظ أبو علي الجياني الأندلسي وغيرهم ثم هكذا نقل عن الإمام المزي رحمه الله تعالى.
الشاهد من هذا الحديث إن هذا الرجل بجهله وحماقته قد سب سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه مع أن السب من أكبر الكبائر خصوصا في حق من اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونشر رسالته في الأفاق، فقبح الله عمرو بن عبيد الباب وعامله بما يستحقه، ثم قال الإمام الذهبي في ميزانه: "محمود بن غيلان، قلت لأبي داود إنك لا تروي عن عبد الوارث قال: وكيف أروي عن رجل يزعم أن عمرو بن عبيد خير من أيوب ويونس وابن عون؟