سهم بن عبد الحميد قال: مات ابن يونس بن عبيد فعزاه الناس، فأتاه عمرو فقال: إن أباك كان أصلك وأن ابنك كان فرعك وأن امرأ قد ذهب أصله وفرعه لحري أن يقل بقاؤه.
قال الفلاس: عمرو متروك صاحب بدعة، قد روى عنه شعبة حديثين وحدث عنه الثوري بأحاديث. قال: سمعت عبد الله بن مسلمة الحضرمي يقول: سمعت عمرو بن عبيد يقول: لو شهد عندي علي وطلحة، والزبير وعثمان على شراك نعل ما أجزت شهادتهم [٣٤]".
قال السندي: "هذا كفر بكتاب الله تعالى وإلحاد وزندقة، وقد عدلهم ربهم جل وعلا في كتابه فأي تعديل أعظم وأوثق من تعديل رب الجلال سبحانه وتعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه الحكيم في عدة مواضع في آياته وسوره فالله درهم رضي الله تعالى عنهم".
ثم قا ل الإمام الذهبي: "قال مؤمل بن هشام: سمعت ابن علية يقول: أول من تكلم في الاعتزال واصل بن عطاء الغزالي، ودخل معه في ذلك عمرو بن عبيد فأعجب به وزوجه أخته وقال لها: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة"انتهى. قلت: خليفة للشيطان وأتباعه.
ثم أطال الإمام الذهبي في ترجمة هذا الفاسق الفاجر نقلا عن أئمة الحديث الكبار، فيها من البلايا والكفر الذي يقشعر منه الجلد ويضطرب منه القلب، ويفسد به الضمير.
قال الإمام الذهبي: عبيد الله بن معاذ، عن أبيه أنه سمع عمرو بن عبيد يقول: وذكر الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقال: لم سمعت الأعمش يقول لكذبته، ولم سمعته من زيد بن وهب لما صدقته، ولو سمعت ابن مسعود يقوله ما قبلته، ولو سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول هذا لرددته، ولو سمعت الله يقول هذا لقلت: ليس على هذا أخذت ميثاقنا" [٣٥] انتهى.
قلت: إن صح هذا فهو كفر صريح والإسناد المساق رجاله كلهم ثقات والعلم عند الله تعالى.