٤_ وتراجم البخاري لرجاله تتراوح بين الطول والقصر فبينا نجده يترجم لأحد الرجال بسطر واحد كما في ترجمته لمحمد بن عبد الله بن أسيد [٥] ومحمد بن عبد الرحمن بن فورة، ومحمد بن عمرو اليافعي وغيرهم، إذا به يترجم لعبد الرحمن بن عبد الله بن مالك الأنصاري [٦] بأكثر من عشر صفحات.
٥_ غالب تراجم البخاري يذكر فيها (اسم الراوي واسم أبيه وجده وكنيته ونسبته إلى القبيلة أو البلدة أو كليهما، وقلما يطيل في الأنساب، ويذكر بعض شيوخ وتلاميذ صاحب الترجمة، وقد يذكر جميع الشيوخ والتلاميذ إذا كان الراوي من المقلين وغير المعروفين بطلب العلم ليتميز حاله. كما يذكر نموذجا من رواياته أو أكثر [٧] (..ولا يقدم البخاري معلومات وافية عن أحوال الراوي، وإن ذكر أحيانا الصفات الجسمية والخلقية والعقلية للرواة ... )[٨] .
٦_ ويستعمل البخاري ألفاظ الجرح والتعديل، ويلاحظ تورعه عن استعمال ألفاظ حادة في الجرح، فغالبا ما يقول: فيه نظر، يخالف في بعض حديثه، وأشد ما يقول: منكر الحديث. وكذلك لا يبالغ في ألفاظ التوثيق، بل يكتفي بقول: ثقة، أو حسن الحديث، أو يسكت عن الرجل [٩] .
٧_ وقد يسكت البخاري عن الراوي وما أكثر ما يسكت:
١_ فقد يسكت عن أئمة الثقات حيث ترجم للإمام الشافعي [١٠] بسطرين وسكت عليه كما سكت عن الإمام [١١] أحمد بن حنبل، وأحمد بن أشكاب وأحمد بن منيع وغيرهم.
٢_ وقد يسكت عن أناس مشهورين بالضعف أو النكارة كسكوته عن محمد بن أشعث بن قيس الكندي [١٢] ، ومحمد بن إبراهيم اليشكري وغيرهما.
٣_ وقد يسكت عن أناس مجاهيل كسكوته عن: محمد بن إسماعيل الباهلي [١٣] ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله الهاشمي [١٤] . وإبراهيم بن إسحاق [١٥] عن الوليد بن أبي الوليد، وإبراهيم بن إسحاق عن طلحة بن كيسان وغيرهم.
٤_ وقد يسكت البخاري عن أناس لم يعرفهم، حتى إنه لم يفرق بين أسمائهم، وإليك بعض الأمثلة على ذلك: