الراوي الخامس: الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه الدوسي اليماني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحافظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا، والمشهور أنه عبد الرحمن بن صخر، ولقب بأبي هريرة لأجل هرة كان يحمل أولادها قال عمرو بن علي: كان ومقدمه وإسلامه عام خيبر، وكانت خيبر في المحرم سنة سبع، وقال الأعرج عن أبي هريرة إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان يقول:"إني كنت امرؤا مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني، فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي، فالذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئا بعد"رواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث الزهري عن الأعرج ... وهو من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ من كل من يروي الحديث في عصره لم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه.
قال هشام بن عروة: مات أبو هريرة وعائشة سنة سبع وخمسين ومن فضائله: ما رواه النسائي في العالم من السنن أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال له زيد: عليك أبا هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكره إذ خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا فقال: "عودوا للذي كنتم فيه، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك ما سألك صاحبي وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمين، فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل الله تعالى علما لا ينسى، فقال: سبقكم بها الغلام الدوسي".