_في عام ١٩٤٨م تمكن فريق من العلماء الانكليز ((بريان، وكوتسي، وهمينغ، وجيغرس، ومالحجوان)) من عزل مادة مضادة حيوية، من فطريات تنتمي لنفس عائلة فطريات الذبابة أسموها ((كولتيزين)) وتؤثر في جراثيم ((غرام السالبة)) ((كالديسانتريا، والتيفوئيد)) .
_ أكد ذلك مجموعتا ((آرنشتين، وكوك)) الإنجليزية و ((روليوس)) السويسرية بعزلهما لنفس المضاد الحيوي من فطريات الذباب في الأعوام (٤٧_١٩٥٠م) وهذه المادة أسموها ((جافاسين)) وتقتل جراثيم ((غرام السالبة والموجبة)) كالتيفوئيد والدسنتاريا.
_ وقد أكدت مجموعتان: إنكليزية ((كوتش، وفارمر)) وسويسرية ((جرمان، وروث ماتلنجر، وبلاتز)) عام ١٩٤٩م، ذلك بعزل مادة مضادة حيوية، من فطر الذباب، اسمها ((إنياثين)) من نفس القوة والتأثير على جراثيم ((غرام الوجبة والسالبة)) كالكوليرا والزهار والتيفوئيد.
ويستطرد الدكتوران محمود كمال ومحمد عبد المنعم حسين فيقولان:
لم تدخل هذه المواد المضادة للحيوية بعد الاستعمال الطبي (١٣٧٨هـ) ولكنها فقط من العجائب العلمية لسبب واحد، وهو أنها بدخولها بكميات كبيرة في الجسم قد تؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات، بينما قوتها شديدة جدا وتفوق جميع المضادات الحيوية المستعملة في علاج الأمراض المختلفة.
قلت: ومن الطبيعي في فن العلاج، أن ما يكتشف من أدوية جديدة، تجري عليها تجارب كثيرة لسنوات عدة، ومراحل مختلفة، ليعرف مدى قابليتها، وكمية الجرعة منها، إلا أن المهم في الموضوع هو فاعليته وشدة تأثيره وقوته بحيث فاق جميع المضادات الحيوية الموجودة والمستعملة حتى عام (١٣٧٨هـ) .
وأما بالنسبة للحديث وصحته فهو مروي بنحو ثمان وعشرين طريقا، ولا يوجد في طريق من هذه الطرق رجل ضعيف، إنما كلهم ثقات أئمة [٢٠] .