إن الأمر سيطول لو أشرنا إلى كل رأي رآه الراغب في أشهر الفرق التي عاصرها من مرجئة وقدرية ومعتزلة وخوارج وشيعة، فكثيرا ما كان يعلق على مفردات آرائهم ومواقفهم بآراء ومواقف تلتقي، إذا ما قورنت، بآراء أهل السنة والجماعة [١٣] ولكننا نكتفي، لضيق المجال، بنصوص محددة يرد فيها على هذه الفرق بوضوح لا يدع مجالا للنقاش. إنه يقول:"الفرق المبتدعة الذين هم كالأصول للفرق الاثنين والسبعين سبعة [١٤] المشبهة ونفاه الصفات والقدرية والمرجئة والخوارج والمخلوقية والمتشيعة....."ولا يخفى ما في كلمة ((المبتدعة)) من إدانة واتهام بالابتداع وهو الاختلاق والإتيان بالبدع، كما لا يخفى إشارته للفرق الاثنتين والسبعين من حديث الرسول الكريم المشهور بتعدد الفرق وأن واحدة منها فقط هي التي على صواب الجادة. أما لفظ المتشيعة فهي أيضا واضحة الاتهام بالتكلف والتصنع. وبعد ماعدا هذه الفرق وسلكها في تهمة الابتداع بين السبب الذي وقعت كل من هذه الفرق في الخطأ وفي البدعة..... فالمشبهة ضلت في ذات الله ونفاه الصفات ضلت في صفات الله والقدرية في أفعاله والخوارج في الوعيد والمرجئة في الإيمان والمخلوقية في القرآن والمتشيعة في الإمامة" [١٥] .
الفرقة الناجية:
ولكي نختصر الطريق أيضا، طريق الوصول إلى ما استقر عليه الراغب، بعد تخطيئته لهذه الفرق جميعا نعرض النص التالي من المخطوطة نفسها: "والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة الذين اقتدوا بالصحابة، فمعلوم أن الله تعالى رضي عنهم حيث قال:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} ومعلوم أنه لم يرض عنهم إلا بعد صحة اعتقادهم وصدق مقالهم وصلاح أفعالهم" [١٦] .