للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفلحون: أي تفوزون. يقال أفلح المرء في عمله نجا من خسارة ما بذله فيه من جهد وظفر بما أراده منه من نفع مصلحة. وعليه فالفلاح معناه الفوز، والفوز: النجاة من المرهوب، والظفر بالمرغوب المحبوب هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالفوز النجاة من النار، ودخول الجنة.

قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} .

معنى الآية الكريمة:

بعد أن عرفت أيها القارئ الكريم معاني كلمات الآية الكريمة المفردة فإليك معناها مركبة؛ نادى الله عباده المؤمنين بوصف الإيمان ليقبلوا عليه ويسمعوا عنه ما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... } ثم أخبرهم ناصحا مبينا أن الخمر وهي كل مسكر، والميسر وهو كل لعب مُلْهٍ عن ذكر الله، والأنصاب وهي كل ما صرف القلب عن الله تعالى، والأزلام وهي كل تطلع إلى ما أخفاه الله عن عباده مما كتب لهم أوعليهم من خير أو شر. أو ضر أو نفع لحكمة استمرار الحياة واطرادها إلى نهايتها المحدودة لها رجس مستقذر يطلب العقلاء البعد عنه والبراءة منه لضرره وفساده وانعدام النفع منه والخير فيه.

ثم أمرهم بعد أن بين لهم شر وفساد ما أخبرهم عنه من الخمر والميسر والأنصاب والأزلام أمرهم مرتبا أمره على ما عرفهم من رجسية المذكور أمرهم باجتنابه وهو تركه والبعد عنه، وعدم تحديث النفس بالقرب منه فضلا عن فعله.

وعلل لهم الأمر بترجيتهم للفلاح وتأهلهم لخير الدنيا والآخرة إن هم امتثلوا أمره فتركوا ما أمرهم بتركه من هذه المذكورات الأربعة في الآية وهي الخمر والميسر والأنصاب والأزلام.

ما تضمنته الآية الكريمة من أحكام:

لقد تضمنت الآية الكريمة الأحكام التالية:

١- نجاسة المذكورات الربعة نجاسة معنوية إلا الخمر فقد تكون نجاستها حسية أيضا على خلاف في ذلك.