فهي تؤثر على الفم والبلعوم والمرئ والمعدة والأمعاء الدقيقة.. كل هذا وعملية الامتصاص لا تتوقف.. ففي الوقت الذي تقاسي فيه المعدة من وجود الكحول داخلها، تقاسي باقي أجهزة الجسم من جهاز عصبي ودوري وعضلي.. الخ.
وسوف نقوم إن شاء الله بتفصيل هذه الأمور فيما يلي:
* في الفم: يتسبب مرور الكحول في الفم في حدوث التهابات، وإصابات فطرية، وتتصاعد منه الروائح الكريهة، وتقل المقاومة الطبيعية، وتتحول الميكروبات غير الضارة والموجودة بصفة عادية في الفم إلى ميكروبات ضارة تسبب التهابات خطيرة، ترتفع فيها درجات الحرارة، ويصعب معها البلع، وقد يصل الأمر إلى مرحلة السرطان.
* في المرئ: تحدث انتفاخات يتسبب عنها نزيف دموي، وينتهي إلى قرحة مزمنة وهذه الأمور يتسبب عنها القيء، وإذا حدث القيء، حال السُكر البيَّن، فإن الشخص يفقد القدرة على التحكم، وتصل هذه المواد إلى القصبة الهوائية والرئتين، الأمر الذي ينتج عنه التهابات أو اختناقات تصل به إلى الموت.
* في المعدة: تتهيج الأغشية المخاطية، وتزداد إفرازات حمض الهيدروكلويك ويشعر شارب الخمر بأن شهيته للأكل قد ازدادت، ولكن بعد هذا الشعور عندما تصل الأمور إلى حد الالتهاب، يقل إفراز هذا الحمض الهام ويفقد الشهية، وتظهر بثرات حمراء في جدران المعدة، وتمتلئ بعد ذلك بالصديد وتضمر المعدة.
* في الإثنى عشر وبقية الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة:
لا يختلف الأمر عما يحدث في المعدة، تهيج في الأغشية المخاطية، واحتقان وتقرح، ينتج عنها نوبات متتالية من الإسهال والإمساك.
وتقل المقدرة على الامتصاص للمواد الغذائية، ويصاب الجسم بأمراض سوء التغذية ونقص كثير من الفيتامينات الهامة، يصل به إلى الأنيميا الخبيثة والبلاجرا، هذا بالرغم من وجود الغذاء – إذا وجد – فضلا عن فقد الشهية أصلا.