وقد كشفت التحقيقات أن بعض تلك المخدرات كانت مخلوطة بسموم قاتلة، وملوثة بجراثيم أوبئة فتاكة، فاجتاحت المناطق التي وزعت فيها أمراض خطيرة، فالمخدرات وسيلة مدمرة في يد العدو أكثر فتكا من الأسلحة، لأن سمومها تنتشر في أبدان الشعب ببطء، ودون صخب أو انفجار أو دوي، بل الأدهى من ذلك أن أبناء الشعب يحملونها إلى إخوانهم وأبنائهم، كما أن خطرها باق في الأجيال اللاحقة لأن تأثير المخدرات على الأجنة في بطون أمهاتهم أمر ثابت ومعروف نتيجة التعاطي.
أخطار المخدرات:
إن الدول الاستعمارية وإسرائيل تعمل على تعويق التنمية، وتعطيل قوى العمال والفلاحين والطلاب والموظفين، فقد اتضح من الأبحاث التي أجراها العلماء وقام بها الأطباء أن الآثار المباشرة للتخدير تعمل على تخفيض الإنتاج كما ونوعا، سواء عقلياً أو آلياً، كما تبين أن نقص الإنتاج وانخفاض مستواه، يزدادان بزيادة كمية المخدر المتعاطاة، وهذه النتائج تؤيدها المظاهر النفسية التي لوحظت على الأشخاص موضع التجربة والتي تدل على التعويق الذي يمر به الفرد أثناء العمل وتحت تأثير المخدر.
وتدل نتائج البحوث التي أجريت على الأفيون ومشتقاته أن آثار هذه المخدرات الصحية والنفسية تصيب الوظيفة الإنتاجية للأفراد بضرر شديد. ومن أهم آثار الأفيون على الشخصية: العصبية والحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي، وسوء الخلق وعدم الاكتراث والإهمال وانخفاض مستوى الإنتاج، وضعف القدرة على التكيف والتوافق الاجتماعي، والتدهور الخلقي، والتخلف الاقتصادي، وكل ذلك يفضي إلى التعطيل والبطالة والطفيلية، ويدفع المدمنين إلى الانزلاق في مهاوى الجريمة كالنصب والاحتيال وخيانة الأمانة والدعارة والسرقة، والانزلاق في تجارة المخدرات وترويجها.