وكثيراً ما تتطور صفقات تهريب المخدرات إلى صفقات تهريب الأسرار الأمنية والعسكرية إلى الأعداء، فإذا ما أثمر الإغراء بالمال ثمرته انتقلت الصفقات بعد ذلك إلى أهدافها الحقيقة: ألا وهي التجسس على الأوطان وخيانتها.
المخدرات أخطر معوقات التنمية:
يؤدي تعاطي المخدرات إلى إشاعة الجرائم في المجتمعات مثل البغاء والرشوة والاختلاس والفساد والتجسس، كما تنتشر في المجتمع الذي يستهدف التنمية أعمال غير إنتاجية كرعاية المدمنين في المستشفيات وحراستهم في السجون، ومكافحة المهربين وتجار المخدرات وكان الأولى بكل هؤلاء أن ينفذوا خطط التنمية العاجلة، لتلحق مجتمعاتهم النامية بركب الحضارة المتقدمة، ولكن المخدرات معوق هائل في طريق التنمية لأنها تتطلب تضخم عدد أفراد الشرطة وموظفي السجون والمحاكم، وكان من الممكن أن يتوجه هؤلاء لأعمال إنتاجية أو صحية أو توجيهية إيجابية.
ومعنى ذلك أن تعاطي المخدرات لا يشل قدرة الأفراد المدنين فحسب، وإنما يصيب بالشلل قطاعات كبيرة من المجتمع، كما يؤدي إلى إنفاق الأموال الكثيرة على العلاج والمكافحة، وكان من الممكن تغطية تكاليف التنمية، تلك الأموال من أجل الرقى والنهوض والتصنيع وإقامة المدارس وبناء المستشفيات وغيرها من الخدمات، وشق الترع والمصارف.
وإذا كانت هذه المخدرات تزرع في المجتمع الذي تستهلك فيه، فإن معنى ذلك إضافة جزء من الثروة القومية في الأرض التي كان من الممكن استغلالها في زراعة ما هو أنفع للمجتمع من المخدرات، ولكن المهربين وتجار المخدرات يقفون للتنمية بالمرصاد، ولا يريدون تحقيقها لأنها تضيع عليهم فرص الاتجار والزراعة المحرمة.