للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الوقاية خير من العلاج، ومن واجب العلماء أن يدركوا خطورة المخدرات على عقول الناس ونفوسهم، وأن يؤكدوا لهم دائماً أضرارها فشأنها في ذلك شأن الخمر، فالخمر كل ما خامر العقل وغطاه وغشاه، فهي كلها مسكرة، فما جاء في الوعيد على الخمر ينسحب على المخدرات أيضا لاشتراكها جميعا في إزالة العقل.

وقد رأينا أن الإنسان لا يستحق هذا الوصف إلا بالعقل والإدراك وبدونهما تستحيل التنمية ويتعذر التقدم. فالإنسان يعرف بعقله الخير من الشر، والنافع من الضار، والهدى من الضلال، وبه رفع الله شأن الإنسان وكرمه وفضله على كثير من خلقه، وخاطبه واستخلفه في الأرض ليعمرها وينميها، ولا تنمية بلا عقل، وكل ما يخمر العقل ويغطيه حرام شرعاً، فكل مسكر خمر، وكل خمر حرام. وقد اتفق علماء منظمة الصحة العالمية على إدراج الخمور والأفيون والعقاقير المؤثرة على النفس والعقل في قائمة واحدة، واعتبروها شروراً على الأفراد والمجتمعات، وهي نفس النظرة التي ينظر إليها علماء المسلمين إلى تلك المواد، والله ولي التوفيق.


[١] عبد الكريم الخطيب _ الإنسان في القرآن الكريم. دار الفكر العربي ص ٢٧.
[٢] نظرة الشريعة الإسلامية إلى المخدرات _ رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة بالمملكة العربية السعودية.
[٣] لواء دكتور محمد نيازي حتاتة _ الاتجار بالمخدرات وأثره على الأمن القومي _ ص ١٧٠ _ ١٧١.
[٤] تقرير المكتب العربي لشئون المخدرات الفصل الأول _ ص١٠ _ ١١.
[٥] التقرير السابق _ ص١٧.
[٦] نفس التقرير _ ص _ ٢٩ _ ٣٠.