والآن ما أكثر ما تنتج المصانع من دنان الخمر والمسكرات وأنواع البيرة والمخدرات فلو احترم الناس شرع الله لهربوا منها فإذا عرضها أعوان الشيطان لم يجدوا من يقبل عليها أو يأخذها منهم، فتبور تجارتها، وتختفي عن الأنظار.
روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، إني لقائم أسقي أبا طلحة وأبا أيوب ورجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في بيتنا إذ جاءه رجل، فقال: هل بلغكم الخبر؟ فقلنا: لا فقال: إن الخمر قد حرمت، فقال: يا أنس أرق هذه القلال قال: فما سألوا عنها، ولا راجعوها بعد خبر الرجل.
وهكذا يفعل الإيمان بأهله.
ثانيا: غرس الشعور بقبحها وأضرارها حتى تعافها النفوس:
كل عاقل يحب حياة الصحة والعافية، ويبتعد عن كل ما يتعب بدنه أو يشقى نفسه.
وقد أثبت المختصون من أضرار المسكرات والمخدرات ما ينفر من مجرد رؤية شيء منها إذ من الذي يحب أن يجلب على نفسه أسباب الهلاك والأمراض إنه لا يفعل ذلك إلا مخبول العقل مأفون.
لقد جمع عليه الصلاة والسلام ما تجلبه المسكرات على الإنسان من آفات في هذه العبارة الجامعة.."الخمر أم الخبائث".
وعن عبد الله بن عمرو قال: الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر ومن شرب الخمر ترك الصلاة، ووقع على أمه وخالته وعمته.
وروى الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن عمرو وابن عباس بلفظ"من شربها وقع على أمه".