ومثال آخر.. لما نزل قول الله عز وجل:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... } الخ الآية (النور آية٣١) . سارعت النساء المؤمنات بالاستجابة لأمر الله عز وجل في الحشمة والستر كما أشادت بذلك السيدة عائشة رضي الله عنها: يذكر ابن كثير عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة قالت فذكرنا نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة: إن لنساء قريش لفضلا وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل ... لقد أنزلت سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها [٦٤] المرحل فاعتجرت [٦٥] به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات [٦٦] كأن على رؤوسهن الغربان [٦٧] .
فانظر كيف تكون المسارعة والاستجابة لطاعة الله وأمره من قبل نساء المهاجرين والأنصار دون انتظار لشراء أو خياطة أو تفصيل.
لا.. إنهن تغطين بأي غطاء موجود، دون نظر إلى حسنه أو جماله، ولو ظهرن في شكل غير مقبول.. كالغربان _ كما تقول الراوية.. المهم أن يرضي الله.
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شكل مشوه
إن تعميق هذه المعاني في النفوس وسيلة هامة من أهم الوسائل لوقاية المجتمع الإسلامي من الوقوع في آفات المخدرات والمسكرات، إذ أنه يجعل الناس ينصرفون تلقائيا عنها، وانظر لما حرمت الخمر بالأمر الإلهي فطم المسلمون نفوسهم عنها حتى غدوا وكأنهم لا يعرفونها ولا تعرفهم.