للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قارن بين هذا الموقف وبين ما أرادته الولايات المتحدة من تخليص مواطنيها من شرب الخمر، فأصدرت قانون تحريم الخمر سنة ١٩٣٠م وأنفقت في سبيل الدعاية له من الأموال والجهود ما يفوق الوصف، واستعانت بكل وسائل الإعلام حتى قدر ما أنفق على الدعاية لهذا القانون خمسة وستون مليونا من الدولارات.. وكتبت آلاف الصفحات في مضار الخمر وعواقبه..

ومع ذلك لم ينجح المشروع وقام المواطنون بمخالفته مما اضطر الحكومة أخيرا إلى إلغائه لأنه لم يكن للقانون سلطان على النفوس يحملها على احترامه وطاعته..

أما الشعور بأن هذا الشيء من عند الله الذي يعلم السر وأخفى، سواء كان أمراً أو نهيا، فإن ذلك يكسبه الهيبة والاحترام، ويجعل الإنسان يستجيب له طواعية واختيارا مهما كان مركزه ومهما كان وضعه في المجتمع.. ولو كان ذلك بعيدا عن أعين الرقباء لأن الطاعة تنبعث من داخل النفس وتقوم على الإيمان بالله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.