للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد رأينا في هذا العصر، كما سمعنا عن ذلك في العصور الغابرة، وربما يحدث ذلك في مقبل الأيام، أن كثيراً ممن لا أمل لهم في بلغ مرتبة الاجتهاد وممن ينتفون من أطراف العلوم التي يجدونها في بعض الكتيبات المعاصرة رأيناهم يرسلون مزاعم ويتجرأون على الاجتهاد، ويزعمون أنهم لم يسَبقوا على فهم أصول الشرع وأهدافه ويصمون أئمة الفقه الذين أجمعت الأجيال الإسلامية على الاعتراف بفضلهم في حفظ هذا الشرع وتفسيره يصفونهم بالفراغ، ثم يدعون بعد ذلك للتجديد في أصول الشريعة لينفتح الباب أمام الاجتهاد العقلي غير المقيد.

وهذا مبدأ أخذت به فرق معروفة في تاريخ الإسلام لا اعتداد برأيها عند أهل السنة، فإذا تبنى اليوم بعض المتعالمين تلك الأفكار ظانين أنهم يأتون بالجديد فليعلموا أن تلك الأفكار لم تقو في الماضي على الثبات في وجه سيل الحق الجارف ولن تقوى إن شاء الله اليوم ولا غدا.


[١] انظر: الشوكاني، فتح القدير، تفسير الآية ٥٩ من سورة النساء.
[٢] انظر: أبو الحسين البصري، المعتمد، جـ ٢، ص ٧٣٩.
[٣] انظر: الغزالي، المستصفى. جـ ٢، ص ٢٤١_٢٤٢، ٢٥٣_٢٥٦.
[٤] انظر: ابن حزم / الأحكام / جـ ٨ / ص ١_٢ وما بعدهما.
[٥] انظر فتح القدير للشوكاني في تفسير هذه الآية.
[٦] انظر أبو الحسين البصري / المعتمدة جـ / ص ٧٣٥.
[٧] انظر: المرجع السابق/جـ ٢/ص ٧٢٦_٧٣٥ وانظر: الآمدي/ الأحكام/جـ ٤/ص ٣٥_٣٨ الخ.